بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا وهادينا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ذكرالفرق ما بين ***الايمان والاسلام ***
قال الله عز وجل: (الحجرات 14 ) قالت الاعراب آمنا، قل:
لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم، وقال
الحجرات 17) يمنون عليك أن أسلموا
قل لا تمنوا على إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للايمان إن كنتم صادقين، قال
الذاريات 36 )
فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين * فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين، فدل ظاهر كتاب الله جل ذكره
على أن الايمان شئ والاسلام شئ، لا على أنهما شئ واحد كما زعم بعض العامة، وقد روينا عن أبى عبد الله
جعفر بن محمد صلوات الله عليه أنه قال: الايمان يشرك الاسلام والاسلام لا يشرك الايمان، والاسلام هو
الظاهر ، والايمان هو الباطن الخالص في القلب، وعنه صلوات الله عليه: أنه سئل عن الايمان والاسلام،
فقال: الايمان ما كان في القلوب والاسلام ما تنوكح عليه، وورث وحقنت به الدماء، والايمان يشرك الاسلام
والاسلام لا يشرك الايمان، وعن أبى جعفر محمد بن على صلوات الله عليه أنه قال: الايمان يشرك الاسلام
والاسلام لا يشرك الايمان، ثم أدار وسط راحته دائرة وقال: هذه دائرة الايمان. ثم أدار حولها دائرة أخرى
وقال: هذه دائرة الاسلام أدارهما على مثل هذه الصورة فمثل الاسلام بالدائرة الخارجة والايمان بالدائرة
الداخلة، لانه معرفة القلب كما تقدم القول فيه، وبأنه إيمان يشرك الاسلام ولا يشركه الاسلام، يكون الرجل
مسلما غير مؤمن ولا يكون مؤمنا إلا وهو مسلم، وهذا يؤيد ما قدمناه في الباب الذى قبل هذا الباب أن الايمان
لا يكمل إلا بعقد النية، وروينا عن أمير المؤمنين على بن أبى طالب، صلوات الله عليه، أنه سئل ما الايمان
وما الاسلام؟ فقال الاسلام الاقرار، والايمان الاقرار والمعرفة، فمن عرفه الله نفسه ونبيه وإمامه، ثم أقر بذلك
فهو مؤمن، قيل له: فالمعرفة من الله والاقرار من العبد؟ قال: المعرفة من الله حجة ومنة ونعمة والاقرار
من يمن الله به على من يشاء، والمعرفة صنع الله في القلب والاقرار فعل القلب بمن من الله وعصمة ورحمة،
فمن لم يجعله الله عارفا فلا حجة عليه، وعليه أن يقف ويكف عما لا يعلم ولا يعذبه الله على جهله ويثبه على
عمله بالطاعة ويعذبه على عمله بالمعصية، ولا يكون شئ من ذلك إلا بقضاء الله وقدره وبعلمه وبكتابه بغير
جبر لانهم لو كانوا مجبورين لكانوا معذورين وغير محمودين، ومن جهل فعليه أن يرد إلينا ما أشكل عليه،
قال الله عز وجل(النحل 43 ) فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون، وعنه صلوات الله عليه أنه قيل له:
يا أمير المؤمنين، ما أدنى ما يكون به العبد مؤمنا وما أدنى ما يكون به كافرا وما أدنى ما يكون به ضالا، قال:
أدنى ما يكون به مؤمنا أن يعرفه الله نفسه فيقر له بالطاعة وأن يعرفه الله نبيه (صلع) فيقر له بالطاعة،
وأن يعرفه الله حجته في أرضه وشاهده على خلقه فيعتقد إمامته فيقر له بالطاعة، قيل: وإن جهل غير ذلك؟
قال: نعم ولكن إذا أمر أطاع، وإذا نهى انتهى، وأدنى ما يصير به مشركا أو يتدين بشئ مما نهى الله عنه،
فيزعم أن الله أمر به ثم ينصبه دينا ويزعم أنه يعبد الذى أمر به وهو غير الله عز وجل، وأدنى ما يكون به ضالا
أن لا يعرف حجة الله في أرضه وشاهده على خلقه فيأتم به 000000000000000000000000
من كتاب دعائم الاسلام