وقفة : غوارديولا يتحكم ببرشلونة كأحجار على لوحة فسيفساء

يوم أمس حقق برشلونة انتصاراً جديداً وغير مستغرب حيث كان الضحية راسينغ سانتاندر بنتيجة 3-0 ، لكن المستغرب هو أن غوارديولا لعب المباراة من دون لاعب وسط متأخر وقاطع كرات حقيقي في خط الوسط ورغم ذلك انتصر.

فقد شاهدنا جميعاً كيف تداول انيستا وتشافي وحتى ثياغو مكان لاعب خط الوسط المتأخر طوال المباراة ، ورغم ذلك فالفريق كان متزناً مستقراً دفاعياً خانقاً خصمه قادراً على الفوز بسهولة ، هذا فعلاً يجعلك تشعر أن غوارديولا الذي لعب هذا الموسم بأشكال جديدة مثل 3-4-3 و4-3-1-2 بات يرسم برشلونة كفناني لوحات الفسيفساء.

فهو يحرك حجراً صغيراً ويعلم تماماً الشكل الذي ينتج معه ويعلم تماماً أن هذا الشكل الجديد سيعجب الجمهور ، وما يعجب الجمهور هو أن ينتصر برشلونة ... وهذا يؤكد أن غوارديولا أصبح ركيزة أساسية يجب أن يكون هدف إدارة النادي الحفاظ عليها لأن اللوحات الجميلة تحتاج رساماً يفهمها ويتقنها تماماً مثل بيب .. هو حقاً أصبح ملكاً في مسألة التشكيل ومسألة تغيير الأسماء لدرجة أعتقد فيها أن لاعبي برشلونة وصلوا لدرجة اليقين أنه لو قال لميسي " اليوم أنت حارس مرمى" لركضوا جميعاً لإعطائه القفازين.

هذا التحكم الفني الواضح والمتقدم يجعل من مهمة إسقاط برشلونة أصعب بكثير مما يتصور البعض ، فالمشكلة لم تعد مشكلة ميسي ومثلث الخطر تشافي انيستا الذي يرسموه معه .. ولم تعد مشكلة تيكي تاكا فقط بل أصبحت لوحات تتغير أمامك كلما اقتربت من الانتصار عليهم تغير شكلهم ونظامهم مع الحفاظ على التوازن بطريقة تقلب موازين الأمور.